قصة هدف تاريخي أعاد بطولة ظنها البعض أنها إنتهت
قصة كروية صغيرة بعنوان الأهلى فوق الجميع
عام 𝟐𝟎𝟎𝟗 رياضي ضمن الأغرب في تاريخ الكُرة المصرية ، عاد الدراويش .. عاد من لديهم القدرة علي تقديم كرة أوربية يصفق لها الجميع ، الإسماعيلي يقترب أكثر فأكثر للدوري الممتاز ، أخيراً وبعد سنوات عديدة من سيطرة النادي الأحمر علي بطولة الدوري ، يأتي الإسماعيلي ليكسر القاعدة، ليكتُب تاريخ ، ليمحي أسطورة الأهلي في الإحتفاظ بالدرع كالعادة .. هكذا كان يتردد علي ألسنة الجميع من مَن هم علي إنتماءات مختلفة غير الأهلي ، الجميع يساند الإسماعيلي ، رئيس إتحاد الكُرة وقتها في تصريح غير منطقي : الكُل سعيد بعودة الإسماعيلي للمنافسة ونتمني له التوفيق؟! ، الإعلام بكُل طوائفه ليس له الاّ مساندة الأصفر ، 𝟐𝟎𝟎𝟗 حيث العالم الذي تأصلت فيه المقُولة الشهيرة للأهلي ” 𝐚𝐥𝐨𝐧𝐞 𝐚𝐠𝐚𝐢𝐧𝐬𝐭 𝐚𝐥𝐥 ” ، الجميع يتحالف من أجل غرض واحد .. كفي الأهلي تتويجاً بالدرع
الظُلم التحكيمي وقتها كان علي مرئ ومسمع من الجميع ، حتي وصل الأمر لتعين حكم له إنتماء للنادي الأصفر في مبارة للأهلي ، المباريات تتوالي ، الأهلي يتعثر ويفقد نقاط ونقاط ، علي جانب آخر، كان النادي الأبيض الذي يدعي مشجعينه أنه أحد أقطاب الكُرة في مصر يقوم بدوره .. وفي فضيحة معتادة يقومون ب “تفويت” مبارتهم ضد الإسماعيلي ، حتي يتثني له الفُوز بالدوري،
الجميع يتكاتف من أجل غاية واحدة .. فوز الإسماعيلي بالدرع وحتي الأسبوع الأخير لم يكن الحسم ، الأهلي أمام طلائع الجيش .. أي نتيجة غير الفوز تعني تتويج الأصفر ، الضغط العصبي علي لاعبي الأهلي وقتها أظُنه كان لا يُحتمل ، الأدهي من ذلك .. إحراز طلائع الجيش أول أهداف المباراة ، الأمور تتعقد ، فرحة هيستيرية في شوارع المُدن الساحلية ، أخيراً دقائق قليلة علي وقوع الأهلي ..
هدف التعادل من الماچيكو كان رصاصة قلق أصابت الجميع ، نأمل ألا يعود الأهلي، نأمل ألا يفعلها كالمعتاد ، المباراة في دقائقها الأخيرة، دقيقة تلو الأخرى، الجميع يُراقب الثواني الأخيرة .. الدقيقة 𝟗𝟎 ، الأهلي لم يُسجل حتي الآن ، 𝟒 دقائق من الوقت الضائع ، يبدو وأنها إنتهت، يبدو وأن الهدف المُراد تحقق ، الجميع يُحضر نفسه للإحتفال ، شوارع الإسماعيلية و أبناء مية عقبة لن يناموا الليلة ، بعد سنوات مريرة .. الأهلي يخسر الدوري ، فهمناهم مراراً وتكراراً لكنهم لم يفطَنوا بعد ، إلي متي ستظلّوا بهذه السذاجة؟ ألم تفهموا بعد؟ ألم نقُل لكم إنتظروا الصافرة؟ لِما تُصروا علي ملئ قلوبَكم حسرة وندم؟ الأهلي لا يستسلم ، الأهلي يعود من حيث لا تعلمون، الأهلي يعي تماماً كيف يحقق ما يريد ،
كورة عند عاشور يلعبها وأدي أحمد فتحي قد تفعلها يا فتحي ، قد تفعلهااااا هي جووووول جول جووول ، أقدامك فيها هدفٌ قاتل قاتل قاتل ، بمهارة الهدافين، بروعة المُبدعين ، بجمال أحمد فتحي، تسديد إيه ومهارة إيه أحمد فتحي عملها في هدف قد يكون هدف البطولة..
أنا أذكُر هذا اليوم تماماً ،عشت لحظات لم أتمالك فيها أعصابي، لم أدري ما أفعل ، كدتُ أن أفقد صوابي ، ما هذا الفريق؟ نعم .. هو الأهلي.
مبارة فاصلة تجمع بين الأهلي والإسماعيلي ، ستاد المكس بالاسكندرية سيشهد تتويج أحد الفريقين ، الإجابة دوماً ما تكون عنده ، الأنجولي صاحب الرأس الذهبية ، جليبرتو يرفع كورة و فلافيو في المرمي ، هدف وأي هدف ، هدف التتويج، إنتصر الأهلي بعد أن ظنّ الجميع أن الأمور قد حُسمت ، إنتصر الأهلي لأن لاعبيه وجهازه وجمهوره آمنوا بقدرتهم علي العودة، وتمسكوا بروح الأهلي التي دوماً ما تكون السبب في التتويج ، الآن وبعد 𝟏𝟑 سنوات كاملة ، وفي 𝟐𝟎𝟐𝟎 لاتزال هذه الذكريات حاضرة وبقوة لأنها عادة الأهلي وغير ذلك إستثناء.