الرئيسيةتاريخ الناديحكايات تاريخيهعلاقة الأهلي و الإسماعيلي الحقائق و الأكاذيب

علاقة الأهلي و الإسماعيلي الحقائق و الأكاذيب

علاقة الأهلي و الإسماعيلي الحقائق و الأكاذيب

بدءا من عام 𝟐𝟎𝟎𝟓 كانت الفتنة البيضاء أشعلت العلاقة بين الأهلي والإسماعيلي بشكل غير مسبوق أدى لوقوع عنف متزايد تجاه الأهلي وجماهيره في المباريات التي تقام بالإسماعيلية… وقبل 𝟐𝟎𝟎𝟓 كانت هناك اعتداءات متفرقة نتيجة للمنافسة، وحتى ما حدث في 𝟐𝟎𝟎𝟏 بملعب الإسماعيلية وكادت الجماهير تفتك بلاعب الأهلي الأنجولي “إيفيلينو” اعتبره ضمن تلك الاعتداءات العارضة… فقبل هذا الموسم انتقل خالد بيبو للأهلي ورضا سيكا للمختلط، ولم تكن هناك انتقالات متتالية قبل ذلك، لكن من صيف 𝟐𝟎𝟎𝟒 وضم الأهلي لمحمد بركات وعماد النحاس وإسلام الشاطر بدأت فتنة كبيرة أشعلها الإعلام الأبيض مركزا على فكرة خطف لاعبي الأهلي للاعبي الإسماعيلي، واستغل الإعلام الأبيض سيطرة الأهلي على البطولات ليزيد الفتنة رغم أن محمد بركات جاء للأهلي بعد عامين قضاهما في أهلي جدة ثم العربي القطري، وجاء النحاس للأهلي بعد بيع الستة شهور الخيرة في عقده مع الاسماعيلي لنادي النصر السعودي ومنه للأهلي… أما إسلام الشاطر فباعه الاسماعيلي للمختلط وتم وضع شرط جزائي في عقده قام اللاعب بدفعه للمختلط وأصبح حرا فانضم للأهلي…اليوم أنشر الحلقة الأولى من الملف والذي كانت مناسبته قبل مباراة الأهلي والاسماعيلي بالاسماعيلية في مايو 𝟐𝟎𝟎𝟕… وقد تكون هناك بعض الأخطاء التاريخية، فغني عن الذكر أن قراءة التاريخ تكون عبر ما يتوافر من مستندات ووثائق فترة الحدث الذي نتحدث عنه، وقد نكتشف وثائق تصحح أو تضبط مسار الحدث بشكل مختلف، فكان ما نشرته طبقا للمتاح منذ سبعة عشرة عاما… ونبدأ الحلقة الأولى:

علاقة الأهلي والإسماعيلي … الحقائق والأكاذيب “𝟏-𝟓”

يوم الجمعة القادم يأتي لقاء النادي الأهلي والنادي الإسماعيلي بمدينة الإسماعيلية في ختام مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم ليذكرنا بما حدث في نهاية الموسم الماضي 𝟐𝟎𝟎𝟓/𝟐𝟎𝟎𝟔 عندما شاهدنا جميعاً الشغب الجماهيري الذي جري بإستاد الإسماعيلية في مباراة الفريقين والتي انتهت بفوز الأهلي 𝟒/𝟎، هذا الشغب الذي أصبح للأسف وضعاً طبيعياً في مباريات الأهلي والإسماعيلي المقامة بأرض الإسماعيلية، تسببت فيه عوامل كثيرة من أخطرها الحملات الإعلامية التي تزيد النار اشتعالا بين الجماهير، وبعد المباراة قرأنا عن محاولات كثيرة لرأب الصدع في العلاقة بين جمهوري الناديين ومحاولة تهدئة الأمور بعض الشيء، فالبعض يتصور أن هذا الشغب مرده الأول جماهيري محض بسبب تراكمات تاريخية بين الناديين، ولكن ثبت أن للإعلام دوره الأساسي والكبير في هذا الشغب.

هذه المناسبة وما فيها دفعتنا لفتح الملف الشائك كشفاً عن حقيقة العلاقة بين الأهلي والإسماعيلي، حاولت البحث عن جذور تاريخية لهذا العداء الغير طبيعي بين مدينة الإسماعيلية والنادي الأهلي، وذهلت من كم الزيف والتضليل الإعلامي الغير مسبوق والذي كان له دور كبير في هذا العداء، فالأسباب التي تسمعها من هنا وهناك عن هذا الأمر كثيرة، فمن يقول إن السبب تاريخي بقدم وجود الناديين في الساحة الكروية، ومن يقول أن النادي الأهلي رفض استضافة النادي الإسماعيلي أيام التهجير بعد نكسة 𝟏𝟗𝟔𝟕، ومن يقول أن السبب هو خطف الأهلي للاعبين من الإسماعيلي، ومن يقول أن التحكيم المنحاز للأهلي هو السبب، ومن يقول أن نظم الانتقالات والاحتراف هي السبب، فقررت فتح هذا الملف الشائك لنصل إلي حقيقة الأمر، فالوصول للحقيقة المجردة عن طريق الوثائق يعد أقصر وأيسر الطرق للوصول لحلول.

كانت العلاقة بين الناديين وجماهيرهما منذ بدأت بينهما المنافسات في كرة القدم عام 𝟏𝟗𝟒𝟖 مع بداية منافسات بطولة الدوري العام لكرة القدم وحتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي علاقة جيدة غير متوترة، ولم يتم تسجيل حوادث شغب جماهيري جماعي مثل التي حدثت في الأعوام الأخيرة، ولكن سجلت حالات فردية بين جماهير الأندية عموماً وتسجل الوثائق حالات من بعض الأفراد الذين ألقوا حجارة على سيارة فريق النادي الأهلي بعد عودته من الإسماعيلية الأولي في موسم 𝟏𝟗𝟓𝟓/𝟏𝟗𝟓𝟔 والثانية موسم 𝟏𝟗𝟓𝟕/𝟏𝟗𝟓𝟖، وقد جاء في جريدة الأهرام تفاصيل الحالة الثانية في اليوم التالي للمباراة التي أقيمت يوم 𝟐𝟑 نوفمبر 𝟏𝟗𝟓𝟕 تحت عنوان : “جمهور الإسماعيلية يعتدي على فريق الأهلي لكرة القدم”:

“ودع بعض أهالي الإسماعيلية فريق النادي الأهلي أمس بإلقاء الحجارة على السيارة التي استقلها عائداً إلي القاهرة بعد فوزه على فريق الإسماعيلية (الاسم القديم للإسماعيلي) 𝟑/𝟏 في الدوري العام لكرة القدم، أصيب السيد أمين شعير مراقب الألعاب في النادي، والسيد محمد فتيحة، لجأ الفريق إلي المحافظة لحمايته، وحرر محضر بالحادث، هذا هو الاعتداء الثاني على الأهلي في الإسماعيلية”.

هكذا جاء الخبر نصاً بجريدة الأهرام، والخبر به ما يفيد أنه كان حادث الاعتداء الثاني على النادي الأهلي ولكن تفيد الوثائق الصحفية أيضاً أن فريق النادي الأهلي لم يكن مستهدفاً لهذه الاعتداءات فقد ذكرت جريدة الأهرام حادث اعتداء على فريق نادي الزمالك يوم 𝟏𝟑 نوفمبر 𝟏𝟗𝟓𝟓 وكتب المحرر الخبر يوم 𝟏𝟒 نوفمبر 𝟏𝟗𝟓𝟓 تحت عنوان “الاعتداء على فريق الزمالك بالإسماعيلية.. إصابة أحد اللاعبين والمتفرجين وتدخل البوليس لحماية الحكم والفريق”:

“وقع أمس حادث مؤسف بمدينة الإسماعيلية، فقد اعتدى بعض المتفرجين في مباراة كرة القدم على فريق نادي الزمالك فأصابوا أحد اللاعبين والمتفرجين، كانت المباراة بين الزمالك والإسماعيلية ” الاسم الحقيقي للنادي الإسماعيلي ” على ملعب الأخير، وكانت كفة الفريقين متعادلة فلم يستطع أحدهما أن ينال من الآخر منالاً رغم شدة المنافسة وحرارة اللعب.

وعندما تأهب الجمهور للانصراف في الدقيقة الأخيرة من المباراة فوجئوا بصفارة من الحكم الذي احتسب ضربة جزاء ضد فريق الإسماعيلية أحرز منها الزمالك إصابة الفوز، ثم أطلق الحكم صفارته مرة أخرى معلناً انتهاء المباراة فثارت ثائرة بعض الجمهور وحاولوا الاعتداء على الحكم ثم ألقوا الطوب والحجارة على فريق الزمالك فأصيب اللاعب أحمد أبو حسين بشج في رأسه وسالت دماؤه بغزارة، كما أصيب اليوزباشي شريف صبحي من سلاح الفرسان وكان ضمن المتفرجين.

وتدخل البوليس الحربي فأمسك بزمام الموقف قبل أن يستفحل وقام بحماية الحكم السيد جمال الدين وفريق الزمالك إلى أن خرجوا من المدينة، وتمكن البوليس من إلقاء القبض على صبي ترزي أتهم بأنه الذي أصاب اللاعب أبو حسين”.

إذن لم تكن حالات الاعتداء الجماهيري تخص الأهلي وحده، وإن حدثت فتكون بصورة فردية ولم تكن مقصورة على الإسماعيلية وحدها، ومن الأهمية بمكان أن نقول أنه قبل بداية الدوري عام 𝟏𝟗𝟒𝟖 كانت السيطرة شبه مطلقة للنادي المصري على بطولة دوري منطقة القناة وكانت بطولات المناطق هي البطولات الرسمية حينذاك مع بطولة كأس مصر وكأس السلطان حسين التي توقفت عام 𝟏𝟗𝟑𝟖، وكان المصري له من القوة ما جعله يفوز أيضاً بكأس السلطان حسين ثلاثة مرات على حساب أندية الأهلي والزمالك والأوليمبي، ومنذ بداية الدوري وحتى نهاية الخمسينات حين هبط الإسماعيلي للدرجة الثانية لم تكن للإسماعيلي أنياب بارزة كفريق منافس بقوة على بطولتي الدوري العام وكأس مصر، بل كانت منافسته فيهما على استحياء فيبدأ النادي الإسماعيلي الدوري مثل باقي الفرق بقوة وسرعان ما يتراجع ليتنافس مع باقي فرق الدوري على مراكز منتصف الجدول، ولكن في نفس الوقت كانت له قوته كفريق يلعب على أرضه مثلما نرى قوة المصري والمحلة والإتحاد السكندري الآن على ملاعبهم فتراوح ترتيبه في جدول الدوري في هذه المواسم بين الثالث والتاسع عدا الموسم الأخير قبل هبوطه للدرجة الثانية موسم𝟏𝟗𝟓𝟕/𝟏𝟗𝟓𝟖 عندما احتل المركز الأخير في المجموعة الأولي بجدول الدوري، وفي هذه الفترة لعب النادي الأهلي مع النادي الإسماعيلي 𝟏𝟔 مباراة فاز فيها الأهلي في 𝟏𝟏 مباراة منها أربعة مباريات في الإسماعيلية وفاز الإسماعيلي في ثلاثة مباريات وتعادل الفريقان في مباراتين، أحرز الأهلي فيها 𝟑𝟔 هدفاً مقابل 𝟏𝟓هدفاً للإسماعيلي، كما التقي الفريقان مرتين في بطولة كأس مصر وفاز الأهلي في المرتين.

كانت السيطرة على مسابقات كرة القدم في مصر في هذه الفترة التي سبقت هبوط الإسماعيلي للدرجة الثانية تميل بصورة شبه كاملة للنادي الأهلي فاحتكر بطولة الدوري تماماً وفاز ببطولة كأس مصر ستة مرات مقابل أربعة مرات للزمالك ومرة للترسانة، وكانت هناك منافسة من بعض الفرق للنادي الأهلي للفوز ببطولة الدوري فتارة تجد الترسانة منافساً والذي لعب مباراة فاصلة مع الأهلي على لقب بطولة الدوري موسم 𝟏𝟗𝟒𝟖/𝟏𝟗𝟓𝟎، وتارة أخرى يدخل القناة والإسماعيلي في الصورة وينافس الزمالك مرات أخرى وكانت نتائج هذه الفرق بين بعضها البعض قريبة جداً ولها دلالات فعلى سبيل المثال كانت نتائج مباريات الإسماعيلي والزمالك في هذه الفترة تميل لصالح الإسماعيلي، ففي الفترة التي سبقت هبوطه للدرجة الثانية موسم 𝟏𝟗𝟓𝟕/𝟏𝟗𝟓𝟖 لعب مع الزمالك 𝟏𝟔 مباراة في بطولة الدوري فاز الإسماعيلي فيها في تسعة مباريات مقابل ستة مباريات فاز فيها نادي الزمالك وتعادلا مرة واحدة، وعلى العكس من هذا كانت نتائج الفريقين معاً في بطولة كأس مصر حيث التقى الفريقين ثلاثة مرات في هذه الفترة وفاز الزمالك على الإسماعيلي في المرات الثلاث، مما يعني تقارب مستويات الفرق التي تتناوب المنافسة من بعيد مع الأهلي على زعامة الكرة المصرية.

جاء هبوط الإسماعيلي في نهاية موسم 𝟏𝟗𝟓𝟕/𝟏𝟗𝟓𝟖 لسبب رئيسي وهو رغبة لاعبيه في تأمين مصدر لرزقهم، ففي نهاية موسم 𝟏𝟗𝟓𝟔/𝟏𝟗𝟓𝟕 فتح باب الانتقالات وكان النادي الإسماعيلي يعيش في ضائقة مالية ونجومه يريدون تأمين مصدر رزق لهم ولأولادهم ولم تكن كرة القدم مصدراً للرزق سواء في النادي الإسماعيلي أو غيره من الأندية في مصر من شمالها لجنوبها، وكان مصدر رزق أغلب اللاعبين يعود لما يستطيع النادي أن يقدمه له من وساطة للعمل في أي مكان يريد، فانضم أغلب لاعبي الإسماعيلي لنادي القناة للعب له من ناحية وللعمل في هيئة قناة السويس من ناحية أخري، وذهب البعض الباقي لأندية أخرى كالأوليمبي ومنهم من سافر للعمل بالخليج واستعان النادي بناشئيه الذين لم يستطيعوا الصمود أمام الفرق الأخرى بالدوري وبالطبع انهار الفريق واحتل المركز الأخير في المجموعة الأولي بالدوري الذي أقيم بنظام المجموعتين ليهبط للدرجة الثانية ويستمر فيها أربعة مواسم حتى استطاع الصعود مرة أخرى موسم 𝟏𝟗𝟔𝟐/𝟏𝟗𝟔𝟑 مع ظهور مجموعة كبيرة من المواهب منها شحتة والعربي وأميرو ويسري طربوش وميمي درويش وسيد السقا والسناري وعلى رأسها النجم الموهوب رضا، الذي مثل أول أزمة جماهيرية حقيقية بين النادي الأهلي والنادي الإسماعيلية عام 𝟏𝟗𝟔𝟐.

كان رضا يعمل باليومية في هندسة الري بمدينة الإسماعيلية وأراد الحصول على مصدر رزق ثابت فحاول كثيراً مع إدارة النادي الإسماعيلي حتى يتم تعيينه بالنادي ولكنه لم يجد أي تعاون من إدارة ناديه في الوقت الذي تعالت وتزايدت فيه الضغوط عليه من إدارة نادي القناة للتعيين في هيئة قناة السويس والانضمام لزملائه الذين سبقوه وصنعوا لنادي القناة طفرة كبيرة فاز على إثرها ببطولة كأس مصر عام 𝟏𝟗𝟔𝟒 وقبلها نافسوا على بطولة الدوري موسم 𝟏𝟗𝟔𝟐/𝟏𝟗𝟔𝟑، ولكن طلب رضا من محافظ الإسماعيلية وكان من كبار رجال الجيش وقتها أن يلحقه بوظيفة في الجيش، إلا أنه لم ينل ما يريد فترك هذا أثراً كبيراً في نفسه خاصة أنه كانت توجد وعود بهذا في حالة صعود الإسماعيلي للدوري الممتاز ولم يتم تنفيذ الوعد بإيجاد وظيفة ثابتة لرضا بعد تحقيق حلم الصعود، وامتنع رضا عن اللعب للإسماعيلي لدرجة أن المحافظ ذهب إليه بمنزله لإقناعه باللعب ورفض، وقرر بعدها أن يلعب للنادي الأهلي حتى يستطيع عن طريقه تدبير وظيفة دائمة لتكون مصدر رزق دائم وبالفعل سافر القاهرة وكتب طلباً لإدارته ليلعب له وبالفعل استطاع الحصول على وظيفة بالجيش بعد الانضمام للأهلي فثارت الإسماعيلية مطالبة بعودة رضا للإسماعيلية وأصبح الضغط شديداً على النادي الإسماعيلي من جهة وعلى المرحوم رضا من ناحية أخرى وهو النجم الحساس الذي لم يستطع تحمل الضغوط خاصة بعد أن أحرقت جماهير الإسماعيلي صوره التي كانت تملأ جدران وحوائط وشوارع الإسماعيلية بل ووصل الأمر لمحاولة حرق منزله عندما أشعل البعض أعمدة منزله الخشبية ومنع التجار التعامل مع أهله لدرجة أن المحلات كانت ترفض بيع أي شيء لهم، فكيف يترك رضا فريقه وهو الذي قال حين انتقل سيد أبو جريشة إلي نادي القناة مع شقيقه صلاح وبعض زملائه “لن يلعب أحد من عائلة أبو جريشة في الإسماعيلي أبداً”، ويقول البعض في الإسماعيلية عن هذه الواقعة “لولا وفاة رضا ما ظهر النجم علي أبو جريشة”.

كانت الضغوط قوية لدرجة جعلت المرحوم رضا يفكر بجدية في العودة للإسماعيلية، خاصة عندما قال الراحل الكبير مختار التتش “رضا ما ينفعش يلعب بره الإسماعيلية” فكتب طلباً لإدارة النادي الأهلي يطلب فيه سحب طلبه للعب للأهلي حتى يعود للإسماعيلية وبالفعل عاد النجم الكبير للإسماعيلية برفقة المايسترو صالح سليم الذي أخذه في سيارته – وكانت سيارة ألمانية الصنع نبيتي اللون ماركة إيزابيللا بورجوارد – حتى وصل لناديه، وفي نفس الوقت حافظت إدارة النادي الأهلي لرضا على وظيفته التي استمر فيها حتى وفاته في حادث سيارة عام 𝟏𝟗𝟔𝟓، وهو موقف يشبه تماماً موقفاً آخر حدث مع نجم الإسكندرية محمد دياب العطار الشهير بالديبة، وكان النادي الأهلي دائماً ما يستعين بالديبة في مبارياته الخارجية الودية التي كان يلعبها خارج مصر في الصيف، وزاد اقتراب الديبة من لاعبي الأهلي وأراد أن يلعب له وطلب من بعض لاعبيه التوسط له للعب للأهلي إلا أن إدارة النادي الأهلي رفضت أن تضم الديبة لصفوف الأهلي حرصاً على العلاقات الطيبة بين الناديين، وجدير بالذكر أن هذا الموقف ترك أثراً سلبياً كبيراً في نفس الديبة تجاه النادي الأهلي.

انتهت أزمة رضا مع ناديه ولم تؤثر إطلاقاً على العلاقات بين الناديين، أو جماهيرهما على اعتبار أن رضا لم يكن الوحيد الذي ترك ناديه بل سبقه كثيرون لأندية أخرى كالقناة والأوليمبي السكندري مثل سيد أبو جريشة وصلاح أبو جريشة وسيد شارلي وعوض عبد الرحمن بعض خيرة نجوم الإسماعيلي، كما أن عودة رضا السريعة للإسماعيلية بعد أيام قليلة وعدم دخول النادي الأهلي في أي مهاترات لضمه والموافقة سريعاً على رغبته للعودة لفريقه كانت عوامل مؤثرة لإطفاء نار جماهير الإسماعيلية العاشقة لنجمها، بجانب أن ريعو نجم الأهلي وقتها انتقل في الموسم التالي 𝟏𝟗𝟔𝟑/𝟏𝟗𝟔𝟒 للإسماعيلي بلا أدنى مشكلة وكان ريعو نجماً من نجوم مباراة الأهلي والزمالك الشهيرة التي شارك فيها مع زميليه محمود السايس وعلوي مطر وكان ثلاثتهم من الناشئين وفاز الأهلي يومها بثلاثية نظيفة، وساهم ريعو بأربعة أهداف مؤثرة في فوز الإسماعيلي ببطولة الدوري موسم 𝟏𝟗𝟔𝟔/𝟏𝟗𝟔𝟕، كما شارك في فوز الإسماعيلي ببطولة دوري أبطال أفريقيا عام 𝟏𝟗𝟔𝟗.

عاد رضا للإسماعيلي ونصب مع زملائه شحتة والعربي مثلثاً للرعب الكروي وأصبح الإسماعيلي مصدر رعب لكافة أندية الدوري وكانت نتائجه مع النادي الأهلي في أعوام ما قبل هزيمة 𝟏𝟗𝟔𝟕 لصالحه إجمالاً ففاز في خمسة مباريات من ثمانية مباريات بين الناديين وفاز الأهلي في مباراتين وتعادل الفريقين في مباراة واحدة كما التقى الفريقين في مباراة وحدة ببطولة كأس مصر عام 𝟏𝟗𝟔𝟑 وفاز بها الإسماعيلي ولكن فاز ببطولة الكأس في هذا الموسم نادي الإتحاد السكندري في نهائي أحمد صالح الشهير أمام الزمالك، كما استمر الإسماعيلي على تفوقه على الزمالك في مواجهاتهما المشتركة فلعب في هذه الفترة تسعة مباريات في بطولة الدوري فاز فيها في أربعة مباريات مقابل ثلاثة للزمالك.

علاقة الأهلي و الإسماعيلي الحقائق و الأكاذيب
علاقة الأهلي و الإسماعيلي الحقائق و الأكاذيب
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءه