علاقة الأهلي و الإسماعيلي الحقائق و الأكاذيب 𝟓
لا توجد غضاضة في أن يستعين الإسماعيلي بعشرة لاعبين من الأهلي تحت أي مسمي كما قال الكابتن على غيط، ولكنه يجد كل الأسباب ليضع من انتقال عدة لاعبين إلي الأهلي بعد أن تركهم الإسماعيلي جريمة تستحق أن تتحول جماهير مدينة إلي الشغب بل ونعطيها المبررات لذلك، لا غضاضة في أن ينتقل لاعبين من أبناء الأهلي إلي الإسماعيلي مثل محمود جابر وخالد دندش وأسامة عباس ومحمد حشيش وشمس حامد وحمادة مرزوق وحمادة يونس وأحمد سامي ومحمد فيلكس وأخيراً عصام الحضري وأحمد صديق ومصطفى طلعت وأحمد أبو مسلم ومحمد فضل ومحمد شرف وهاني سعيد وأحمد سمير فرج ومحمد جودة الذي اتفق إبراهيم عثمان نائب رئيس النادي الإسماعيلي مع ناديه التركي على أن يتم تعديل عقده حتى لا يأخذ النادي الأهلي أي مقابل نظير بيعه، ولو أراد الأهلي لأخذ حق الرعاية من أي نادي التحق به لاعب من ناشئيه طبقاً لقوانين الإتحاد الدولي.
ولنتحدث عن تفصيل اللوائح الذي قال الكابتن على غيط أنه تم خصيصاً من أجل الأهلي وأسأله : من الذي باع محمد بركات إلي أهلي جدة وإسلام الشاطر للزمالك وعماد النحاس إلي النصر السعودي؟، وهل كان محمد عبد الله يلعب أساسياً أم كانت له مشاكله مع بوكير والتي تكررت مع مانويل جوزيه مما أدي للاستغناء عنه؟، هل هي اللوائح التفصيل؟، ثم هل من المعقول أن نتهم الأهلي باختطاف بركات والنحاس والشاطر وهم الذين جاءوا للأهلي بعد أن تركوا النادي الإسماعيلي لأندية أخرى؟، ألا يلعب محمد فضل وهاني سعيد وأحمد سمير فرج حالياً للإسماعيلي بعد أن تركهم الأهلي لأندية أخرى؟، فهل من حق جماهير الأهلي أن تعتدي على جماهير الإسماعيلي بحجة أن محمد فضل وهاني سعيد من أبناء الأهلي خطفهم الإسماعيلي وتسببوا في فوزه على الأهلي بالثلاثة؟، ثم لماذا يتم اتهام الأهلي بخطف الشاطر مثلاً ولا يتم اتهام الزمالك بخطفه وهو النادي الذي انتقل إليه من الإسماعيلي؟.
ومن الذي باع أكثر من ثلاثين لاعباً في الأعوام الخمسة الماضية من الإسماعيلي إلي أندية مصر المختلفة؟، من السبب في الاستغناء عن حمام إبراهيم وأحمد فكري الصغير وإبراهيم بعرور ورضا سيكا ومحمد يونس وعمرو الدالي وخميس جعفر وعبد الحميد بسيوني وأيمن كمال وأحمد سالم وعلاء خليفة وناصر كامل ومحمد صلاح أبو جريشة وطارق مصطفي وأيمن الجمل وأيمن رمضان وعمرو فهيم وهيثم فاروق وعطية صابر ومحمد عبد الستار ويوسف كمال ويوسف عبد الرحيم وعلى جمعة وأشرف عطية وهاني أبو الفضل وعماد عبد المنعم وعبد السلام طلبة ومحمد حسيب وطارق فهيم وشريف غزالة والأفارقة جون أوتاكا وعبد الرحمن تراوري وممادو كيتا وعبد الرزاق محمد؟، هل هي اللوائح التفصيل أيضاً؟.
وهل منحت اللوائح النادي الأهلي حق قيد 𝟑𝟎 لاعباً وحده دون غيره أم أنه كان طلب عام لغالبية الأندية ونفذه الإتحاد، ثم إن لائحة قيد 𝟑𝟎 لاعباً والتي نفذت في العامين الماضيين لم تكن سبباً في سيطرة الأهلي على النجوم فالأهلي لم يقيد أكثر من 𝟐𝟖 لاعباً في قوائمه، وقبل رفع القيد إلي 𝟑𝟎 لاعباً فاز الأهلي بالدوري سبعة أعوام متتالية والقيد كان لخمسة وعشرون لاعباً فقط، ولم يمنح القيد للأهلي أفضلية، فبه أو بغيره كان الأهلي يضم خيرة نجوم مصر ويفوز ببطولاتها، ثم إن قيد 𝟑𝟎 لاعباً أو 𝟐𝟓 لاعباً لن يمنع الأهلي من قيد أفضل اللاعبين والاستغناء عن الأقل في المستوى فطوال تاريخ الأهلي سواء قبل تطبيق نظام الاحتراف أو بعده وبه أفضل النجوم، والنادي الإسماعيلي وحده لم يكن يملك إلا بطولة أفريقية واحدة وبطولتين محليتين منذ إنشاءه عام 𝟏𝟗𝟐𝟒 وحتى عام𝟏𝟗𝟗𝟏 قبل تطبيق نظام الاحتراف، ومنذ عام 𝟏𝟗𝟗𝟐 وحتى اليوم وخلال 𝟏𝟓 عاماً فقط حقق الفوز بثلاثة بطولات ووصل مرة لنهائي دوري الأبطال ومرة لنهائي كاس الإتحاد الأفريقي بعد تطبيق نظام الاحتراف بما يعني استفادته من تطبيق نظام الاحتراف والانتقالات بضم الكثير من لاعبي الفرق الأخرى له وكثيرين منهم لم يكونوا نجوماً مغمورين بل كانوا نجوم أنديتهم مثل عماد النحاس وإسلام الشاطر وخميس جعفر وحمام إبراهيم وغيرهم.
أما لائحة الاحتراف نفسها والتي طبقت في بداية التسعينات فلم تعطي أفضلية للأهلي على باقي الأندية في المجمل العام، فلو نظرنا إلي العشرة أعوام السابقة على تطبيق لائحة الاحتراف فسنجد أن النادي الأهلي حصد سبعة بطولات للدوري الممتاز في الفترة من 𝟏𝟗𝟖𝟏 /𝟏𝟗𝟗𝟎 فيما حصل نادي الزمالك على بطولتين وفاز نادي المقاولون العرب بواحدة، أما في الفترة من 𝟏𝟗𝟗𝟏 / 𝟐𝟎𝟎𝟎 فسنجد أن النادي الأهلي حصد سبعة بطولات وحصد الزمالك بطولتين ودخل النادي الإسماعيلي بدلاً من نادي المقاولون العرب، فالتفوق أهلاوي بالاحتراف أو بدونه، والأهلي لم يفرض لائحة الاحتراف على أحد بل فرضت عليه كما فرضت على غيره من الأندية، وكما انتقل لاعبو بعض الأندية المغمورة والأقل شهرة ومالاً وشعبية إلي النادي الإسماعيلي، فقد انتقل أيضاً لاعبو الإسماعيلي وغيره إلي النادي الأهلي الأكثر شهرة ومالاً وشعبية وتحقيقاً للبطولات من النادي الإسماعيلي وغيره، فهي سنة الحياة والطموح الطبيعي لأي لاعب، وكما تغري لاعباً من الأندية الصغيرة بكل الأساليب فعليك أن تتحمل إغراءات الأندية الأكبر منك كما يعاني الأهلي نفسه من هذا جراء عروض الاحتراف الأوروبية للاعبيه، والإسماعيلي نفسه فاز بالدوري عام 𝟐𝟎𝟎𝟐 بفريق أغلب لاعبيه من أبناء الأندية الأخرى كعماد النحاس وعبد الحميد بسيوني وعمرو فهيم وحمام إبراهيم وغيرهم، وأعجبني ما قاله المهندس يحيي الكومي حين قال “إن إدارات النادي الإسماعيلي السابقة هي التي فرطت في لاعبيها وجعلتهم ينتقلون للأندية الأخرى”.
ورغم سوء منظومة الاحتراف فهي على الجميع، وأكبر دليل هو مفاوضة الكابتن علي أبو جريشة للاعبي أسمنت أسيوط وتعاقده لنادي المقاولون العرب مع ستة لاعبين منهم أثناء الموسم الماضي رغم صراخ دكتور جمال محمد على بعد كل مباراة من أن لاعبيه مشتتون للمفاوضات الجارية معهم من الأندية الأخرى، فهل نعتبر ما فعله كابتن علي أبو جريشة جريمة في حق الصعيد تستحق أن تتحول جماهيره للشغب؟، لم يلتفت أحد للجريمة التي ارتكبت في حق نادي اسمنت أسيوط وكللت بالتعاقد مع ستة من لاعبيه للانتقال إلي نادي المقاولون العرب وتسببت في هبوط نادي أسمنت أسيوط للدرجة الأولي، فالحديث عن الأهلي هو الذي يجذب القارئ لشراء الصحف الصفراء وليس مهماً على الإطلاق البحث عن الحقيقة أو النزاهة أو ميثاق الشرف الصحفي، فهل منظومة الاحتراف فاسدة مع الأهلي وحدة وتستحق مانشيتات وعويل وصراخ واتهامات بالاستغلال رغم أن الجميع يمارس استغلال مساوئها؟.
لقد استوقفتني حقيقة أن أحداث الشغب من قبل جماهير الإسماعيلية كانت نادرة طوال الفترة من 𝟏𝟗𝟒𝟖 وحتى𝟏𝟗𝟔𝟔 وأيضاً طوال الفترة التي تلت حرب أكتوبر 𝟏𝟗𝟕𝟑 وحتى عام 𝟏𝟗𝟗𝟎، ونتذكر جميعاً ما كان يجري في مدينة بور سعيد في أوائل الثمانينات عندما كان فريق النادي المصري نداً قوياً للنادي الأهلي ونادي الزمالك في البطولات المحلية، وكيف كانت جماهير بور سعيد مشحونة لأقصي درجة، كما نتذكر عندما كانت الجمارك تفتح على مصراعيها عندما يفوز المصري وتعذب الجماهير عندما يخسر وتخرج بصعوبة بالغة من بور سعيد وفي حراسة الشرطة، أيضاً ما كان يجري في أوائل التسعينات في المنصورة عندما كان فريقها قوياً بوجود أشرف الماحي والموجي وعز الرجال وبجاتو وكيف كانت الأجواء متوترة بها أثناء مباريات المنصورة مع الأهلي والزمالك.
نتذكر الإسكندرية والأجواء العصيبة بها في منتصف السبعينات عندما فاز الإتحاد السكندري بجيله الذهبي على النادي الأهلي مرتين متتاليتين في نهائي كأس مصر وفاز بالبطولة عامي 𝟏𝟗𝟕𝟑 و 𝟏𝟗𝟕𝟔 والمعاناة التي كانت تواجهها جماهير النادي الأهلي بالإسكندرية، ونتذكر مدينة المحلة وعصر نجومها العظام عمر عبد الله وعماشة وعبد الرحيم خليل والسياجى وغيرهم وحالة الاستنفار عند الجمهور المحلاوي مع الأهلي والزمالك، وواقعتين لا تنساهما كرة القدم المصرية، طوبة عمر عبد الله، وطوبة طه بصري، ففي موسم 𝟏𝟗𝟕𝟔/𝟏𝟗𝟕𝟓 والذي أقيم بنظام المجموعتين أصيب عمر عبد الله بطوبة من مشجع زملكاوي وألغيت المباراة واحتسبت النتيجة للمحلة وتصدر المحلة مجموعته ليقابل النادي الأهلي بطل المجموعة الثانية في مباراتين فاصلتين ويفوز الأهلي بالمحلة 𝟎/𝟏 وبالقاهرة 𝟎/𝟒 ويفوز بالدوري، وفي موسم 𝟏𝟗𝟕𝟖/𝟏𝟗𝟕𝟕 أصيب طه بصري نجم الزمالك بطوبة محلاوية وألغيت المباراة وفاز الزمالك بالدوري بهدف اعتباري عن النادي الأهلي، ناهيكم عن حالة التحفز لدي جماهير المحلة في بعض فترات الثمانينات حين كان فريق المحلة منافساً قوياً في عهد مدربه القدير محمود الشناوي.
إن تزايد الشغب لدي فرق الأقاليم مرتبط طردياً بحالة فريقها الفنية ومنافسته على البطولات، وخاصة حينما كانت الإدارة الفنية له غير منضبطة في تصريحاتها ولا تراعي المزاج العام، وعندما كانت إداراتها منضبطة في تصريحاتها كانت المباريات تخرج بلا أي حالات للشغب الجماعي وما المرحوم شحتة والكابتن محسن صالح إلا مثالين رائعين لهذا، ففي موسمي 𝟏𝟗𝟗𝟏/𝟏𝟗𝟗𝟎 و 𝟐𝟎𝟎𝟐/𝟐𝟎𝟎𝟏 فاز الإسماعيلي بالدوري ولم يكن الشغب جماعي بل حالات فردية تحدث في كل الملاعب في ظل خطاب إعلامي محترم من قبل المرحوم شحتة والكابتن محسن صالح اللذان حققا نتائج رائعة أمام النادي الأهلي، وفي المقابل شاهدنا خالد القماش عند فوز الإسماعيلي على الأهلي 𝟎/𝟒 بالبطولة العربية في عهد أوليفيرا يطلق على فريق النادي الأهلي فريق المدارس في خطاب إعلامي سيء للغاية زاد من توتر الجماهير وسار بوكير على دربه بتصريحات مثيرة لا تؤتي إلا بثمار التعصب الأعمى قالها في الإسماعيلية وفي الجزائر عندما كان يلاقي فريق حسين داي بالبطولة العربية، وعلى العكس من ذلك كله عندما كان الإسماعيلي في الفترة من 𝟏𝟗𝟒𝟖 وحتى 𝟏𝟗𝟔𝟔 وفي الفترة من 𝟏𝟗𝟕𝟑 وحتى عام 𝟏𝟗𝟗𝟎 فريق لا ينافس ويحتل أغلب الأحيان منتصف الجدول كانت مبارياته مع الأهلي تمر بهدوء وبلا حالات شغب تذكر، كما أن هناك بعد آخر وهو أن فرق الأقاليم بصفة عامة غير معتادة على الفوز بالبطولات وخسارتها وبالتالي تزيد حدة تعصبها لفريقها حال دخوله للمنافسة بقوة ولا تتقبل خسارته لها بسهولة.
وظني أن تصريحات بوكير المثيرة للتعصب تجاه الأهلي سببها أن هناك من يلقن المدربين الأجانب الذين يدربون الإسماعيلي أفكار خاطئة تتسبب في هذا التعصب والتصريحات المثيرة، ففي حوار أجرته صحيفة الفجر مع مارك فوتا المدير الفني الأسبق للإسماعيلي في عددها الصادر يوم 𝟖 يوليو 𝟐𝟎𝟎𝟔 قال مارك فوتا “أعلم أن المنافسة في مصر صعبة جداً وذلك لوجود أندية مثل الأهلي والزمالك واللذان يتمتعان بأشياء كثيرة غير موجودة في الأندية الأخرى ولكن أتمنى أن يكون ما سمعته غير صحيح وإلا ستظل الكرة المصرية بعيدة عن العالمية لفترات طويلة وأتمنى أن يكون التحكيم عادلاً وهذا في صالح الكرة المصرية لأن وجود ناد واحد في مصر بلا منافس يضعف منها، ولكني علمت بأشياء لم اسمع عنها طوال عملي بالتدريب أو عندما كنت لاعباً ومنها أن الدوري لابد أن يحصل عليه النادي الأهلي بأي وسيلة وبالطبع هذا الكلام لو حقيقة فالرحيل من مصر والابتعاد عن هذا الجو يكون هو القرار الصحيح والسليم”
فمن الذي لقن مارك فوتا هذه الأفكار؟، ومنذ متى وفريق النادي الإسماعيلي منافس رئيسي على الفوز بالبطولات في مصر؟، وما هو عدد بطولاته مقارنة بفرق الترسانة والمقاولون العرب والإتحاد؟، فالترسانة فاز بالدوري الممتاز مرة وببطولة الكأس ستة مرات وببطولة كأس السلطان حسين مرتين بإجمالي تسعة بطولات، كما فاز نادي المقاولون العرب ببطولة الدوري مرة وببطولة الكأس ثلاثة مرات وببطولة كأس السوبر مرة بجانب ثلاثة بطولات لكأس أفريقيا للأندية أبطال الكئوس بإجمالي ثماني بطولات، أما نادي الترسانة ففاز ببطولة الدوري مرة واحدة وستة بطولات للكأس بإجمالي سبعة بطولات في حين أن النادي الإسماعيلي لم يفز إلا بستة بطولات في تاريخه منها واحدة لكأس أفريقيا للأندية أبطال الدوري وثلاثة مرات لبطولة الدوري وبطولتين للكأس، هذا الكلام لا يقلل من شأن فريق النادي الإسماعيلي كفريق يقدم كرة جميلة، ويعد حالياً منافس وند قوي وثالث أقوي الفرق المصرية، ولكن في نفس الوقت لابد أن نضع الأمور في نصابها.
أما عن التحكيم فما ينفي تماماً انه السبب في حصول الأهلي على بطولات كان يستحقها النادي الإسماعيلي، أن كافة المباريات الفاصلة بين الفريقين على نيل البطولات لم تذكر فيها حالة ظلم واحدة للنادي الإسماعيلي خلال تلك المواجهات الفاصلة على بطولتي الدوري والكأس أعوام 𝟏𝟗𝟔𝟕، 𝟏𝟗𝟗𝟏، 𝟏𝟗𝟗𝟒، 𝟏𝟗𝟗𝟕، 𝟐𝟎𝟎𝟏، 𝟐𝟎𝟎𝟐 بل على العكس من ذلك فقد ترى جماهير الأهلي أنه حدث ظلم بين للأهلي في لقاء النادي الأهلي والنادي الإسماعيلي الشهيرة والتي انتهت بالتعادل 𝟒/𝟒 موسم 𝟐𝟎𝟎𝟐/𝟐𝟎𝟎𝟏 وفاز النادي الإسماعيلي ببطولة الدوري بسبب هذا التعادل، فلو شاء الله تعالي أن يفوز النادي الأهلي لأصبح فارق النقاط بينه وبين النادي الإسماعيلي ثلاثة نقاط وما أثر تعادله مع المحلة بعدها في فوزه بالبطولة، فالهدف الثاني الذي أحرزه عمرو فهيم في نفس المباراة من فاول واضح وصريح ضد محمد فاروق، فقد أسقطه أرضاً ودفعه بقوة، كما أن الهدف الثالث من ضربة جزاء غير صحيحة سجلها عطية صابر، ورغم هذا لم يحدث شغب، لم تخرج جماهير الأهلي عن الأخلاقيات بل أشاد الجميع بالإسماعيلي وكان الجهاز الفني للأهلي بقيادة مانويل جوزيه أول المهنئين للكابتن محسن صالح، فهذه هي الروح الرياضية والأخلاقيات، هدف غير صحيح وهدف آخر من ضربة جزاء غير صحيحة ذهبت معهم البطولة للإسماعيلي ومرت المباراة بحلوها ومرها نتيجة خطاب إعلامي متزن.
وبجانب الخطاب الإعلامي هناك بعض التصرفات من المسئولين والتي يتم بها اللعب على أوتار مشاعر الجماهير، فلا ننسي واقعة شهيرة حدثت في التسعينات، فقد وصل فريقا النادي الأهلي والنادي الإسماعيلي إلي نهائي كأس مصر 𝟏𝟗𝟗𝟕 وطلب المهندس إسماعيل عثمان من الراحل صالح سليم أن تقام المباراة عصراً تيسيراً على جماهير الإسماعيلية، وبأخلاق الفرسان وافق الرجل وفاز الإسماعيلي بالبطولة بهدف أحمد فكري الصغير، وفي عام 𝟏𝟗𝟗𝟗 يصل النادي الإسماعيلي إلي نهائي كأس مصر مرة أخري ليلاقي نادي الزمالك، وانتظرنا أن يطلب النادي الإسماعيلي نفس الطلب من إدارة نادي الزمالك، ولكن لم يحدث وأقيمت المباراة ليلاً وخسر الإسماعيلي البطولة وكان يدربه الشيخ طه إسماعيل نجم الأهلي السابق ويعود جمهور الإسماعيلي للإسماعيلية مع إشراقات فجر اليوم التالي، أيضاً في موسم 𝟐𝟎𝟎𝟎/𝟏𝟗𝟗𝟗 كان النادي الأهلي يلعب مع نادي فيتال أو بطل بوروندي مباراة العودة في دور الـ 𝟏𝟔 لدوري أبطال أفريقيا وعاد النادي الأهلي للقاهرة يوم الأربعاء 𝟑𝟏 مايو وكانت مباراته مع النادي الإسماعيلي بالإسماعيلية في الأسبوع 𝟐𝟐 للدوري ستقام يوم الجمعة 𝟐 يونيو وطلب النادي الأهلي تأجيل المباراة𝟐𝟒 ساعة لإرهاق الفريق إلا أن المهندس إسماعيل عثمان رئيس مجلس إدارة النادي الإسماعيلي رفض وأقيمت المباراة وفاز الإسماعيلي 𝟑/𝟒 وعلى النقيض من هذا الموقف كان النادي الإسماعيلي عائداً من نيروبي بعد إلغاء مباراته مع نادي الجيش الرواندي في بطولة كأس الإتحاد الأفريقي والذي رفضت السلطات الرواندية دخول بعثته إلي رواندا لوجود احتفالات وطنية، وعاد الفريق للقاهرة يوم الثلاثاء 𝟏𝟐 أبريل وكانت مباراته مع النادي الأهلي بالإسماعيلية في الأسبوع 𝟐𝟓 للدوري ستقام يوم الخميس 𝟏𝟒 أبريل وطلب النادي الإسماعيلي تأجيل المباراة 𝟐𝟒 ساعة لإرهاق الفريق ووافق الكابتن حسن حمدي وأقيمت المباراة وفاز النادي الأهلي 𝟎/𝟔 … ولا تعليق.
قد أكون مصيباً في تحليلي وقد أكون مخطئاً ولكن على أي حال هي وجهة نظر قد تصيب كبد الحقيقة وتصل بنا لأصل الداء، فالخطاب الإعلامي الذي يصدر من الأجهزة الفنية والمسئولين يتغير عند قدرة الفريق على المنافسة ومن الضروري للغاية تغييره ليصبح خطاباً إعلامياً إيجابياً يوظف طاقات الجماهير لمصلحة الفريق وتشجيعه، كما إن الخطاب الصادر من نجوم كبار مثل الكابتن على غيط كان يجب أن يتحلي بقدر من الموضوعية ويراعي الحساسيات والمشاعر الجماهيرية المكبوتة بدلاً من اللعب على أوتار حساسة بطريقة باطنها الرحمة وظاهرها العذاب، فهناك فارق كبير بين كلام المسئول وكلام المشجع، هناك فارق كبير جداً بين أن تتحدث عن وجهة نظر الجماهير وأن تتبناها وتجعلها ذريعة للشغب وأنت المنوط بحفظ النظام وهنا الخطورة، فإن كان هذا رأيك وتوجهك فكيف أذن يكون رأي رجل الشارع العادي الغير مثقف؟، وماذا سيكون الحال لو تغير حال فرق الدوري وأصبح يتنافس على بطولته خمسة أو ستة فرق؟، هل تتحول كل المباريات إلي حروب ومعارك جماهيرية؟.
إنها قضية معقدة وعلاجها يحتاج وقت طويل ولكن لا يوجد مستحيل إذا تضافرت الجهود على كل المحاور إعلامياً وإدارياً، القضية ليس لها علاقة بالتحكيم أو اللوائح، بل هي في ظني قضية إعلامية بحتة، قضية فكر وثقافة لكل العاملين بالمنظومة الرياضية، ولا بد من تغيير كامل في الخطاب الإعلامي وإلا سنتجه رويداً رويداً لكارثة جماهيرية كبيرة، ووقتها سنندم وقت لا ينفع الندم.