علاقة الأهلي و الإسماعيلي الحقائق و الأكاذيب 𝟒
تحدثنا من قبل عن خرافات وأكاذيب صنعها إعلام ملون لم يضع أي اعتبارات لما قد تفعله تلك الأكاذيب من إثارة جماهيرية وشغب لا حدود له، إعلام منحاز لم يضع للموضوعية ولا لشرف المهنة احترامهما بل على العكس من ذلك كان هذا الإعلام الملون سبباً رئيسياً بأكاذيبه في زيادة حدة الشحن والتعصب الجماهيري بأخبار ومقالات لا هم لها إلا صناعة هولوكوست جديد على أنقاض الروح الرياضية الحقة بعيداً عن أهداف الرياضة السامية، وما زاد على هذا التوجه المريض ظهور عشرات الصحف الرياضية والبرامج الرياضية وتغلبت فيها ثقافة التابلويد الصفراء على الخطاب الإعلامي الرزين لتسود سياسة الفضائح والمانشيتات الخادعة والحوارات الملفقة، فتحولت الهزيمة في مباراة رياضية لفضيحة تستحق أن ينصب لها المشانق وأصبح التشفي في المهزوم هدف رئيسي للإعلام الرياضي وفرصة ذهبية للعناوين الخداعة والمانشيتات المحرضة وأسلوب سوقي رخيص لبيع الصحف.
كان من المفترض أن تكون كثرة الصحف الرياضة والبرامج التليفزيونية إضافة إيجابية للساحة الرياضية، فالتنوع مطلوب وبدلاً من أن يجد القارئ أو المشاهد نفسه مجبراً على تلقي رأي وحيد تصبح الآراء متعددة ويصبح في كثرة الصحف الرياضة والبرامج التليفزيونية إثراء للفكر الرياضي وتنمية للثقافة الرياضية لدي المتفرج والمتلقي، ولكن ما حدث هو العكس، فالشحن الجماهيري جراء الأخبار المغلوطة والصور المركبة والحوارات الملفقة والمقالات المغرضة والنقد الغير موضوعي وعدم احترام القارئ وعقليته وعدم احترام المهنة الصحفية والإعلامية أصبح هو الثابت وعدا ذلك هو المتغير.
ولهذا أصبحنا لا نتقبل الهزيمة بروح رياضية ولا نقابل النصر باتزان، أصبحنا نتشفى في الآخر عند هزيمته بل وأصبحت الشماتة في الآخر لهزيمته سبباً رئيسياً في الفرحة والشعور بالنشوة والبديل الجاهز للعجز والفشل في تحقيق النصر والفوز بالبطولة، وأصبح التشكيك في فوز الآخر هدف بعد أن كانت محاولة اللحاق بالآخر والانتصار عليه هي الهدف.
ليس هذا فقط، ولكن بدلاً من أن يكون الإعلام الرياضي قائداً لثورة فكرية رياضية تأخذ بيد الكرة المصرية للحاق بركب التطور الكروي في أوروبا وأمريكا الجنوبية استمرت الكرة المصرية محلك سر، وزاد عليها التضليل ومحاولة إرساء مفاهيم مغلوطة تتعارض تماماً مع الفكر الكروي السائد في دول العالم المتقدم كروياً، فلا احتراف ناجح ولا مسابقات منتظمة والنجاح في الغالب يكون وليد الصدفة أو بقوة الدفع الوطني الجماهيري.
لهذا كله استقرت في أذهان الجماهير أكاذيب كثيرة جراء معلومات ملفقة، ولهذا استقرت كذبة التهجير الملفقة في أذهان جماهير مدينة الإسماعيلية وساعد على هذا بعض أبناء المدينة من الذين يميل انتمائهم للون الأبيض والذين أخفوا انتماءاتهم وراء حقد كبير تملكهم لا يريدون من وراءه إلا الإساءة لعلاقة النادي الأهلي وجماهيره بالأندية والجماهير الأخرى حتى تخلو الساحة لهم وما اللافتات التي بدأنا نراها مؤخراً في بعض الإستادات خارج القاهرة والتي تحض على كراهية الأهلي وتم رفعها بواسطة مشجعيهم إلا مثال حي لهذه الأفعال الحمقاء، كما ساعد على رسوخ هذه الكذبة وغيرها من الأفكار الخاطئة وجود من يعطي مبرراً للشغب بل ويبرر تلك الأفعال للجماهير ويعطي لها مشروعيتها والغريب أن تلك التبريرات تأتي من أناس مارسوا اللعبة وكان من المفترض فيهم أن يكونوا عوامل تهدئة بدلاً من أن يكونوا عوامل إثارة وتحريض مقنع وغير مباشر على الشغب.
وعلى سبيل المثال فقد نشرت صحيفة صوت الأمة في عددها الصادر يوم 𝟏𝟐 يونيو 𝟐𝟎𝟎𝟔 وبعد نهاية مباراة الإسماعيلي والأهلي في الأسبوع الأخير للدوري يوم 𝟐𝟐 مايو برباعية نظيفة للأهلي مقالاً أرسله الكابتن على غيط لاعب الإسماعيلي السابق وعقيد الشرطة بمديرية أمن الإسماعيلي تحت عنوان “كراهية إسماعيلاوية للكونجرس الأهلاوية”:
أحتار الوسط الرياضي في مصر من الحالة التي وصلت إليها العلاقة بين جماهير النادي الإسماعيلي والنادي الأهلي فمنهم من قال إن العلاقة سيئة منذ عشرون عاماً ومنهم من قال أنها أبعد من ذلك ولكن الحقيقة الغائبة أن هذه العداوة بهذه الدرجة بدأت منذ انتقال اللاعب خالد بيبو من الإسماعيلي إلى النادي الأهلي فهذه كانت الشرارة التي أشعلت الموقف بين الناديين لآن من هذه اللحظة أصبح النادي الأهلي عكس ما كان عليه فعندما تم تصعيدي للعب للفريق الأول للنادي الإسماعيلي في عام 𝟏𝟗𝟖𝟒 وجدت أن النادي الإسماعيلي قد تعاقد مع نجوم ناشي النادي الأهلي ومنهم على سبيل المثال : (محمد حشيش – أسامة عباس – محمود جابر – خالد دندش) وغيرهم وأصبح هؤلاء من نجوم الإسماعيلي الذين ينافسون نجوم الأهلي وتوالت الصفقات امتداداً مما سبق ذكرهم مروراً بحمادة يونس وخالد كامل ووصلاً إلى محمد جودة ولم يقتصر هذا على النادي الإسماعيلي فقط بل كان النادي الأهلي يمد جميع أندية مصر بناشئين على مستوى عالي منهم أيضاً ( جمال جودة – جمال الجندي – مجدي أمام ) وأجيال كثيرة وصولاً إلى محمد فضل ومحمد فاروق وغيرهم.
والآن قد تغيرت الصورة وتبدلت فقد تحول النادي الأهلي من مصدر لجميع أندية مصر إلى مستورد لأي لاعب يظهر في أندية الأقاليم وأختار مجلس إدارة النادي الأهلي سياسة (التيك اواى) فلن تنظر إلى مستقبل النادي الأهلي ومستقبل مصر ولكن نظرت لمصلحتها طوال تواجدها بمجلس الإدارة بالدورة الانتخابية الحالية وأصبح النادي الأهلي سارق الفرح من أي نادي يظهر لديه نجم حتى ولو كان هو النجم الأوحد للفريق ولأنه هو النادي الأقوى مادياً ومعنوياً وصاحب نفوذ داخل اتحاد الكرة السابق أو الحالي فقد فصلت له الاتحادات المتعاقبة قوانين ولوائح منذ أربع سنوات أستطاع بها النادي الأهلي أن يشترى كل نجم يظهر في نادي صغير أو كبير في هذه الفترة ليبنى الأهلي فريق الأحلام بقيادة رباعي نجوم الإسماعيلي (عماد النحاس – محمد بركات – أسلام الشاطر – خالد بيبو) وأنضم إليهم أيضاً محمد عبد الله العام الماضي بالإضافة إلى المتألق أبو تريكة من الترسانة ومروراً بأسماء كثيرة لم ولن تلعب حتى الآن هكذا تحول الأهلي إلى بعبع لأندية الأقاليم.
فهل مطلوب أن تساعد كل أندية مصر في بناء أسطورة النادي الأهلي ليحطم جميع الأرقام القياسية في العالم حتى نقول أنه النادي الذي لم يهزم على مدار عامين ولن يتعادل إلا في خمسة مباريات , يعقل أن يبنى تاريخ النادي الأهلي الحديث وتحطيمه للأرقام القياسية على حساب أندية مصر بالكامل فمن الطبيعي آلا يستطيع أحد أن يقف في طريق هذا الفريق المكون من ثلاثين نجم هم كانوا نجوم أنديتهم!.
هل هذا إلا يكفي ليتمتع النادي الأهلي بكراهية جماهير الأندية التي كانت تنافسه وتفوز عليه بالأمس القريب ليتغير الحال عندما يسطو الأهلي على نجومهم.
فإن الإسماعيلية شعباً وجماهيرياً تكره الظلم والعدوان وهى التي تعرضت للعدوان الثلاثي وقامت الإنجليز عام𝟏𝟗𝟓𝟐م وهى التي وقع عليها الاحتلال الصهيوني عام 𝟏𝟗𝟔𝟕م وتهجروا جميعاً وتركوا ديارهم وحالهم فهم ليسو سفلة كما قال السفيه.
فتولد عندهم دائماً الشعور بالظلم عند كل اعتداء عليهم فاليوم جاء النادي الأهلي يمارس سياسة الكونجرس الأمريكي على دول العالم على أندية مصر وتحولت سياستهم بأنه القوى العظمى بين أندية مصر فما الفارق الآن بين الولايات المتحدة الأمريكية والولايات المتحدة الأهلاوية؟ فهل يجرؤ أحد أن يراجع أمريكا في إي شيء؟.
فأصبحت هي الحاكم والقاضي والجلاد وهكذا أيضاً أصبح النادي الأهلي مثلهم بأمواله ونفوذه وجبروته وتسألون بعد ذلك لماذا كل هذه الكراهية للكونجرس الأهلاوي!.
فمنذ وقوع أحداث 𝟏𝟏 سبتمبر أعلنت أمريكا الحرب على العالم بأكمله وقامت بإشعال الفتنه بالعراق بين السنة والشيعة وبين سوريا ولبنان والسودان ودار فور وحماس وفتح ومازالت تمارس ضغوطها على كوريا وإيران وقضت تماماً على الاتحاد السوفيتي لتصبح هي القوى العظمى الوحيدة في العالم.
وتمشياً مع نفس السياسة ولكن كروياً أشعل النادي الأهلي الفتنه بين الإسماعيلي ولاعبيه والزمالك ولاعبيه والمصري والاتحاد وباقي الأندية ولاعبيها حتى أنه يفاوض الآن لاعبي مصر بالكامل.
فبالله عليكم أليست هذه سياسة واحدة يمارسها الكونجرس الأمريكي والكونجرس الأهلاوي… (انتهى مقال كابتن علي غيط).
نفس هذا الفكر مع الفارق في عدم حدته كان محور حديث للكابتن أسامة خليل على قناة المحور ببرنامج بروح رياضية الذي يقدمه الأستاذ علاء وحيد والذي أدار ندوة في نهاية شهر يونيو 𝟐𝟎𝟎𝟔 حضرتها مع الكابتن فتحي مبروك والأساتذة جمال هيلتون ومجدي مجاهد مسئولي روابط جماهير النادي الإسماعيلي وأشار فيها الكابتن أسامة خليل “إلى أن مدينة الإسماعيلية تشعر أنها خط الدفاع الأول عن مصر وتنظر للنادي الأهلي على أنه ممثل للعاصمة ومسيطر على البطولات وأنه من حقهم أن يكون لهم نصيب منها ورفض ما لا يحقق طموحاتهم فيها، فتولدت لديهم رفض للسلطة والأهلي هو ممثلها”، كما قال الكابتن أسامة خليل “إنه كان يجب أن بحث خصائص المدن وعلاقتها بالقاهرة عند وضع اللوائح والقوانين وأيضاً لابد من مراعاة تكافؤ الفرص”، كما أشار الكابتن أسامة خليل “إلى أن هناك ندرة في الكوادر الإدارية الرياضية في مدينة الإسماعيلية”، وقال “بأن إدارة النادي الأهلي لديها من الاحترافية ما يجعلها تتعامل مع أي لوائح لوجود كوادر تستطيع أن تتعامل مع اللوائح السليمة أو اللوائح الفوضوية”، وختم حديثه “بأنه لا يوجد على الساحة الرياضية من يستطيع أن يقول للأهلي “لا””.
ما كتبه الكابتن على غيط وما ذكره الكابتن أسامة خليل يتطابق في جزئية الشعور بالظلم نتيجة إحساس عام بأن مدينة الإسماعيلية هي خط الدفاع الأول عن مصر وأنه يجب أن يكون لها نصيب من البطولات وأنها تشعر بالظلم عند أي اعتداء، وأن هناك شعور عام برفض السلطة ويمثلها الأهلي، وقد يكون هذا الشعور له من المبررات ما يجعله كامناً في مشاعر الجمهور الإسماعيلاوى، ولكن على ارض الواقع قد لا تجد لتلك المبررات أي أساس من الصحة.
إنني لا أجد أي ربط موضوعي بين الإسماعيلية كخط دفاع عن مصر وكرة القدم كرياضة، والدليل أن أحداث الشغب لم نسمع عنها الفترة التي تلت حرب أكتوبر 𝟏𝟗𝟕𝟑 وحتى عام 𝟏𝟗𝟗𝟎 إلا نادراً، ويذكر لنا التاريخ حادث مؤثر وحيد طوال هذه الفترة وهو إلغاء مباراة الإسماعيلي والأهلي في الدور الثاني لموسم 𝟏𝟗𝟖𝟎/𝟏𝟗𝟕𝟗 نتيجة اللقاء بعض الجماهير الحجارة وكان الأهلي متقدماً بهدف لجمال عبد الحميد، فطوال هذه الفترة كانت مباريات النادي الأهلي والنادي الإسماعيلي تنتهي مثل باقي مباريات النادي الأهلي وأي فريق من فرق الأقاليم بمصر، قد تحدث بعض المناوشات بين جماهير الفريقين ولكن لم يكن لها أي تأثير سلبي كما هو الحال الآن، كما يذكر التاريخ حادثين آخرين في مباراتين لغزل المحلة مع الزمالك عامي 𝟏𝟗𝟕𝟔 و𝟏𝟗𝟕𝟖 تم فيهما إلغاء المباراتين لقذف الحجارة التي أسفرت عن إصابة لاعبين في الفريقين، ففي المباراة الأولي أصيب عمر عبد الله نجم غزل المحلة بطوبة واحتسبت نتيجة المباراة 𝟐/𝟎 لنادي غزل المحلة وفي المباراة الثانية أصيب طه بصري نجم الزمالك بطوبة واحتسبت نتيجة المباراة𝟐/𝟎 لنادي الزمالك وتسبب هذا الفوز في فوز الزمالك بالدوري بفارق هدف اعتباري بينه وبين الأهلي بعد تساويهما في النقاط.
ثم إن كان الشعور بالاضطهاد موجوداً فأين كان طوال هذه الفترة التي تلت حرب أكتوبر 𝟏𝟗𝟕𝟑 وحتى عام 𝟏𝟗𝟗𝟎؟، وما هي نظرة محافظات سيناء والصعيد للسلطة ورمزها النادي الأهلي؟ ، فالصعيد يموج بمشكلات كثيرة ولا يجد أي حلول لمشاكله ورغم هذا لم تتحول المباريات فيه إلي معارك بل يستقبلون فريق النادي الأهلي أفضل استقبال، ثم إن هذه السلطة التي يتحدثون عنها هي السلطة التي دعمت الإسماعيلي طوال مسيرته الأفريقية وخاصة عند التهجير بتيسير كافة السبل لراحته في إقامته بالقاهرة من ناحية ومن ناحية أخرى بتدعيمه بثمانية لاعبين من أندية مصر المختلفة لاستكمال مسيرته الأفريقية بعد اعتزال نجومه عام 𝟏𝟗𝟕𝟎، بل وقام الرئيس جمال عبد الناصر رأس السلطة وقتها بمنح رجال النادي الإسماعيلي وعلى رأسهم الراحل عثمان أحمد عثمان أوسمة الدولة المختلفة تقديراً لإنجازاتهم من أجل الوطن عربياً وأفريقياً.
كما أن الخطاب الإعلامي والذي يمثله ما كتبه الكابتن على غيط جاء مثيراً للدهشة في تشبيهاته من رجل شرطة حالي ولاعب كرة سابق من المفترض أن يكون أول المهدئين لهذه الحالة من التوتر وإلا كيف يستطيع أن يسيطر على الشغب الذي يحدث في الإسماعيلية بعد كل مباراة يخسرها الإسماعيلي سواء أمام النادي الأهلي أو غيره، فالشغب في الإسماعيلية غير مرتبط بالأهلي وحده وإلا فليفسر لنا الكابتن على غيط ما فعله جماهير الإسماعيلي بفريقها في نهائي كأس أفريقيا مع نادي إنيمبا من شغب تسببوا بعده في إيقاف اللعب على إستاد الإسماعيلية، والذي تكرر أيضاً في مباراة الإسماعيلي مع أهلي جدة بالبطولة العربية، بل وسبق ذلك كله الاعتداء على جماهير النادي المصري وهي عائدة سعيدة بفوز فريقها ببطولة كأس مصر عام 𝟏𝟗𝟗𝟖.
ثم كيف يسمح البعض لنفسه بالمتاجرة بتضحيات الوطن على هذا النحو المغاير للتاريخ ويحولها لأداة استغلال واستدرار حجة وتبرير لشغب جماهيري في رياضة الغرض الأساسي منها هو الترويح والتنافس الرياضي الشريف؟، فعن أي عدوان ثلاثي يتحدث الكابتن على غيط؟، وماذا ترك لأبناء مدينة بور سعيد الباسلة، وكيف يعطي الفخر للإسماعيلية وحدها في مقاومة الإنجليز عام 𝟏𝟗𝟓𝟐 وأين دور الفدائيين من كل أنحاء مصر الذين انضموا لمعسكرات الفدائيين ضد القواعد الانجليزية بالقنال، وليخبرنا الكابتن على غيط عن الشهداء في سيناء في أربعة حروب من أين جاؤوا، وليخبرنا عن أهل القناة ومن أين أتوا في الأساس ومن الذي حفر قناة السويس لتنشأ على ضفتها مدينة الإسماعيلية نفسها حول قرية التمساح الصغيرة كما نشأت مدينة بور سعيد الباسلة حول قرية الفرما؟، فالشهداء الذين ضحوا من أجل مصر وتحرير ترابها جاءوا من كل قرية في مصر من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، ولا يوجد بمصر من يرضي الظلم فنحن جميعاً في مصر لا نرضي الظلم تحت أي ظرف وكلنا مصريون تحت في نسيج الوطن الواحد، ولا أدري من أين جاء الشعور بالظلم الذي يتحدث عنه الكابتن على غيط والذي تولد عند أهل الإسماعيلية عند كل اعتداء، فهل التعرض لغارات جوية تعرضت لها مصر كلها هو نوع من الظلم؟، فمن منا ينسي الأطفال الشهداء في مدرسة بحر البقر وعمال أبو زعبل؟…